- العاطفة في الحياة الزوجية.
العاطفة في الحياة الزوجية هي الجاذبية التي تشد كلا الزوجين نحو الآخر ، فهي شعور
داخلي ناتج من استحسان أوصاف وطبائع وأخلاق الطرف الآخر ، وميل فطري للنواحي
الجمالية ، والصفات الخَلقية والخُلقية لشريك المرأة بحاجة إلى ما يخفف عنها عناء
الأعمال المنزلية ، والرجل بحاجة إلى ما يخفف عنه متاعب العمل أو الوظيفة ، وكلا
منهما بحاجة إلى ما يسري عنه همومه، وبحاجة إلى إحساسه بأن هناك من يعتني به ويراعي
مشاعره
وهناك الكثير من الوسائل لتنمية العاطفة وتقوية العلاقة بين الزوجين ، وأعظم طريقة
لتقوية هذه العلاقة طاعة الزوجين لربهما وابتعادهما عن المعاصي وقد جعل الله تعالى
لكل شيء أسبابه .
أسباب
تنمية الحب بين الزوجين ! هذه بعض نقاط غفل أو تغافل عنها بعض الأزواج يجب
التركيز عليها الكلام العاطفي الصريح ، واستخدام كلمات الحب والغرام ،فقد روي أن السيدة عائشة كانت تقول : سمعت حبيبي صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا
مخاطبة شريك الحياة بالكنى والألقاب التي يحبها وتدليل الأسماء أو ترقيقها أو
ترخيمها ، كما روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يخاطب السيدة عائشة بقوله : يا عائش
أو يا حميراء . المزاح والمداعبة ، ومقابلة الطرف الآخر بالكلمة الرقيقة والابتسامة
الحانية ، وعدم التجهم والعبوس في وجهه دون مبرر ، وهذا من أهم وسائل الترويح عن
الطرف الآخر وتخفيف أحزانه ، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يمازح زوجاته
ويداعبهن ، وقد ذكر صلى الله عليه وسلم في بعض أحاديثه أن وضع اللقمة في فم الزوجة
فيه أجر ومثوبة ، وهو من صور المداعبة.. -
التغزل في الزوجة وذكر النواحي الجمالية ...
فيها الإشادة بأخلاق الطرف الآخر وحسن تعامله، وشكره على ما يقدم من خدمات،
والإغضاء عن هفواته بتذكر حسناته. -
إطراء الزوج لحسن اختيار الزوجة للباسها ...
وحسن صنيعها في الطعام وحسن ترتيبها لأثاث المنزل ،واهتمامها بشؤون العائلة. حرص
الزوجة على التزين الدائم لزوجها،وحرصها على اختيار ما يفضله من اللباس ، وانتقاء
ما يميل إليه ذوقه من العطر والزينة وغيرها ، وكذلك الحال بالنسبة للزوج .
-
احترام الزوج لميول زوجته الفكرية واهتماماتها الثقافية ...
وعدم دفعها أو إجبارها على التقيد بنواحي فكرية معينة يميل إليها ، إلا إذا كانت
تميل إلى أفكار هدامة منافية للقيم الدينية والاجتماعية .
-
احترام مشاعر الطرف الآخر وأحاسيسه ...
والابتعاد عما يكدر خاطره ويجرح مشاعره ، فقد روي أنه صلى الله عليه وسلم قال لصفية
بنت حيي – وكان أبوها من اليهود - : لقد كان أبوك من أشد الناس عداوة لي حتى قتله
الله فقالت : يا رسول الله {ولا تزر وازرة وزر أخرى} ، فلم يذكر صلى الله عليه وسلم
أباها بعد ذلك بسوء ، حفاظا على مشاعرها واحتراما لأحاسيسها .
-
تبادل الهدايا بين الزوجين في المناسبات ...
فإن الهدية من أكبر أسباب المحبة ، كما قال صلى الله عليه وسلم – تهادوا تحابوا
هدايا الناس بعضهم لبعـــض تولد في قلوبهم الوصـــــــــــــال وتزرع في النفوس
هوى وحبا وتكسوهم إذا حضروا جمــــــالا.
-
احترام أهل الطرف الآخر ، والإشادة بهم ...
وعدم ذكر عيوبهم والتنقص بهم ، فإنفي ذكر عيوبهم إيذاء للطرف الآخر وتنقص به ، إلا
إذا كان على سبيل التحذير من عادة أو خلق معين يتصفون به .
-
الابتعاد عن سوء الظن بشريك الحياة ... أو التشكيك في سلوكه دون مبررات وأدلة ...
فإن شدة الغيرة والمبالغة فيها معول هدم للحياة الزوجية . وقد يعتقد كثير من
الأزواج ، أن بعض هذه الأمور منافية لرجولته ، أو تقلل من هيبته أمام زوجته ، ويرجع
اعتقادهم هذا لعوامل نفسية أو تربوية أو اجتماعية ، لكن إذا تأمل هؤلاء سيرة
المصطفى صلى الله عليه وسلم أكمل الرجال رجولة وأعلاهم هيبة يسجدوا الأمر بعكس
تصورهم ، فقد كانت حياته صلى الله عليه وسلم حافلة بحسن تعامله مع زوجاته وتلطفه
بهن ، وكانت العاطفة الصادقة تسود حياته الزوجية ،فقد كان طليق الوجه مبتسما ، ولم
يكن متجهما عبوسا ، وهو القائل : إن الله يحب السهل اللين القريب ، لا كما يفعل بعض
الرجال ، يدخل بيته كالوحش الكاسر يملأ البيت صخبا وصراخا ، ولا يعرف إلا الشدة
والعنف والغلظة . |