بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
ثم أما بعد :- فهذه سلسلة حلقات قيمة مقتبسة بتصرف من كتاب
( الخلافات الزوجية حلول علمية )
القضية الخامسة : زوجتي لا تحترم أهلي ..
قلّما تخلو هذه الشكوى من رواسب قديمة بين عائلة الزوجة وعائلة الزوج ، أو بين
الزوجة نفسها وعائلة الزوج ، وينشأ هذا عادة من تحدي الزوج أو الزوجة الأهل ،
والزواج بمن لا يرغبون في الاتباط به ، كأن يكون هناك عداء قديم بين أسرة الزوج
وممن يريد أن يتقدم لخطبتها ، فيرفض الأهل ، فيصّر الزوج ويتزوجها رغماً عن أهله ،
أو يحدث العكس ، وتتزوج الفتاة بمن تختار برغم نصيحة أبويها بعدم تزوج هذا الشخص
لأنهم يرون أنه الشخص الغير مناسب لها . وهذه الزيجات عادة ما تبوء بالفشل ، وإن
استمرت فإنها تستمر وهي على فوهة بركان تنتظر الانفجار في أي لحظة ، إلا القليل
النادر ، وذلك لأن الشاب أو الفتاة – خلال هذه الفترة - ينظر إلى الزواج نظرة
رومانتيكية أو مثالية فيعيش في خيالات الحب والهوى ، ويظن أنه سيتزوج هذه الفتاة
فيعيش معها في عالم لا يحوي غيرهما ، ولا يعلم أن الأهل لهم تأثير كبير عليهم بعد
الزواج أيضاً ، وأنهم سيضطرون للتعامل معهم ، فليس أحد يقطع صلته بأهله أو بأهل
زوجته . ثم إن الزواج أساساً علاقة مصاهرة تقوم بين الناس لتقوية الروابط العائلية
، وليصهر الناس في بوتقة واحدة من الحب والتفاهم والرحمة ، وما يلبث الزوجان بعد
زواجهما إلا قليلاً فتسقط الأقنعة وتظهر المعادن ، فالناس معادن كالذهب والفضلة ،
ويجد كل من الزوجين من صاحبه ما يكره ، فيشعر بالندم ويحدث نفسه بأن صاحبه لم يكن
هو الذي يجب أن يضحي من أجله ويخالف أهله لذلك ، وتعظم المشاكل بين الزوجين ، حتى
تطفو على السطح ، فيضطر الأهل للتدخل ، فيجدوا ما يكرهون من زوجة ابنهم . وأقل ما
تفعله الزوجة هو عدم احتراهم ، وربما حدث أكثر من ذلك وتتعالى الشكاوى من زوجة
الابن التي لا تحترم حماها أو حماتها .. وهذا ما حدث كثيراً .. ومازال يحدث .. فهل
من معتبر ؟!!
همسة في أذن الأهل ..
ألاّ يقفوا حجر عثرة في طريق زواج ابنهما أو ابنتهما إن اختار أو اختارت من يعرف
بالصلاح وليس عليه شبهة ، ولا يحاولون إرغام الابن أو البنت بالزواج بمن يريدون من
الأقارب أو غيرهم ، فالأصل في الزواج هو الاختيار من قبل الزوج أو الزوجة والرضى
بالشخص المتقدم ، ولا يجوز الإجبار في مثل هذا الأمر .
فإن توفرت صفات الصلاح والإيمان فيمن يختار الابن أو البنت ، فلا يقف الأهل في
طريقه حتى لا تنبت بذور الكراهية فيمن وقع عليه الاختيار حين يعلم أن أهل زوجته لا
يرحبون به زوجاً لابنتهم ، وستظهر هذه المشاكل بعد الزواج لتوفر سوء النية مسبقاً ،
وإن رأى الأهل في الشخص الذي وقع عليه الاختيار عدم الأهلية فعليهم ابداء النصيحة
لابنهم وإطلاعه على عيوب من اختارها حتى يكون على بصيرة من أمره ، فإن لم ينتصح
وأصر على رأيه ، فلا يحرموه حقاً من حقوقه أو يعتزلوه ، فإن فعلوا فإنهم يزيدون
الطين بلة ، بل عليهم أن يقفوا بجانبه إن احتاجهم ، فيكونون أول من يساعده ويقدم له
يد العون عسى الله أن يصلح زوجته .
ونهمس في أذن الزوجة التي لا تحترم أهل الزوج ...
فنقول : أيتها الزوجة المؤمنة ، اعلمي أن احترامك أهل زوجك وتقديرهم واجب شرعي ،
يقول عليه الصلاة والسلام : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا) كما أنه
يعود عليك بالخير وعلى بيتك ، فيرضى عنك الزوج ويحبك ، وكذلك يحبك أهل زوجك حتى وإن
كانوا من قبل معترضين على زواجك منه ، فإنك بحسن معاملتهم وتقديرهم ستخجلي كبرياءهم
ولن يستطيعوا أن يفعلوا ما يغضبك ، فالإنسان أسير الإحسان ، قال تعالى { هل جزاء
الإحسان إلا الإحسان }.
. قد تجدي أيتها الزوجة بعض السلوكيات التي لا تعجبك من حماتك فاعتبريها مثل والدتك
، وارحمي فيها الكبر ، واصبري على أخلاقها وصفاتها وغيرتها أحيانا منك ، ونقدها لك
احياناً أخرى ، ولا تجعلي ذلك سبباً للمشكلات ، ولكن بصبرك وحسن خلقك وإحسانك إليها
حتى وإن اساءت إليك ، قدمي لها كوباً من الماء ..اسهري على راحتها حين مرضها ..
ساعديها في أعمال المنزل والمطبخ .. نظفي لها حجرتها .. قدمي لها هدية .. قبلي
يديها ورأسها كل صبح ، بل في كل مرة تريدين الخروج مع زوجك ، واسأليها إن كان لها
ثمة حاجة تشترينها لها ..الخ ، ستكوني إن شاء الله من الفائزين برضى الزوج ورضى
الله عز وجل وهو المرتجى ، ألا تحبين أن يرضى الله عنك ؟!
كوني حسنة الظن بها ، ودعك من الأقوال التي توصف بها الحموات ، فكثير منهن طيبات
القلب على عكس ما يتردد على الألسن ، واعلمي أن سوء الظن من أعظم أسباب المشكلات ،
فسوء الظن يجعلك تأوّلين الأحداث بطريقة خاطئة ، وربما يجعلك تسمعين أشياء غير
صحيحة ، فالإنسان غالباً يسمع ما يفكر فيه ، فقد تقول لك كلمة عادية ومع توفر سوء
الظن عندك ربما تسمعيها خطأ ويحدث الخلاف ، وقد قال الله تعالى { يا أيها الذين
آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم }.
وإذا كان زوجك لا يقوم بواجب بر الوالدين فلا تفرحي لذلك ، بل يجب عليك أن تنصحيه
ببر والديه والسعي نحو رضاهما ، فإن رضى الوالدين من رضى الله عزوجل، ولا تكوني كمن
تسعى لإفساد العلاقة بين الزوج ووالديه ، أو بين الزوج وأمه ، واحذري غضب الله
سبحانه وتعالى ، فإن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، وعقوبتها لا تؤخر للآخرة فحسب
، بل تعجل في الدنيا أيضاً .
وهمسة في أذن الزوج ..
بالرغم من أن الزوج قد يصبح الضحية للمشكلات التي تقع بينه وبين أمه وزوجته وتشتد
حيرته ، ولا يستطيع حلها ويعيش في نكد مستمر ، إلا أنه أحياناً يكون سبباً لتلك
المشكلات ، أو يكون سبباً في ترسيخها بدون أن يشعر ، وذلك حين يهين زوجته أو يوبخها
أمام أمه أو واحد من أهله ، فتشعر عندها الزوجة بالمذلة ، أو حين يحدث أمه بطريقة
غير مناسبة ، فيجر لذلك زوجته على تكرار ذلك ، أو حين يترك المشكلات بدون حل ،
ويميع الأمر ، فتزداد تعقيدا ًوتتراكم فوق بعضها البعض فتصبح ظلمات بعضها فوق بعض.
إن الزوج الناجح هو ذلك الزوج الذي يحسن معاملة أمه وفي ذات الوقت يقدر زوجته
ويحترمها أمام أهله خاصة ، وهو الذي يوجد حلول شافية مرضية لما يقع من مشكلات بعلاج
أسبابها الأصلية .
وبتوفير جو من الثقة والحب والطمأنينة في الأسرة وبين الزوجة والأم ، فلا يميل
برأسه هكذا أو هكذا ، وإنما يكون العدل أساس حكمه ، حتى ولو على نفسه.
كثيرة تلك الشكاوى من ضرب الأزواج زوجاتهم ، وقديمة قدم الخلق ، ويتراوح هذا
الأسلوب من ضرب بسيط عفوي ، إلى ضرب مبرّح مؤذي ومؤلم . ولكن لماذا يلجأ الزوج إلى
هذا الأسلوب ؟!؟!
1- سوء خلق الزوجة : فيأتي أسلوب الضرب أحياناً كرد فعل لسوء خلق الزوجة ، كعدم
طاعتها أو استشارته ، أو عنادها ومخالفتها الزوج في كل كبيرة وصغيرة .
2- أن يكون الزوج من النوع العصبي ، سهل الاستثارة ، سريع الانفعال ، ضعيف التحكم
في أفعاله ، فمع أي مخالفة لكلام أو أي قول لا يعجبه يلجأ إلى هذا الأسلوب .
مما سبق نرى أن الزوجة قد تكون سبباً مباشراً للجوء الزوج لهذا الأسلوب ، ولكن
بافتراض أن الزوجة من النوع المعاند أو المشاكس ، فهل الضرب هو العلاج؟ إن الزوجة
الناشز الخارجة عن طاعة زوجها تعامل بالحسنى
أولاً بالموعظة والنصيحة ، فإن لم تؤت ثمارها فيهجرها الزوج في الفراش ، فإن لم
ينفع هذا ولا ذاك ، فالضرب غير المبرّح الذي لا يترك أثراً .
لكن لا يتسرع الزوج عند أي فعل لا يعجبه من زوجته فيضربها ، فهذا لا يصح ، بل
وأضراره أكثر من منافعه ، وإذا اتبع الزوج تلك الخطوات التي ذكرناها وعامل زوجته
برفق ، فإنه لن يضطر لضرب زوجته أبداً ، إن كانت تتق الله فيه
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن شتم الزوجة أو ضربها ضرباً مبرحاً ، كما نهى
أيضاً عن ضرب الوجه ، قال عليه الصلاة والسلام : ( لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد
، ثم يجامعها في آخر اليوم ) . وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( فاضربوهن ضرباً
غير مبرّح ) .
قطعة من حديث عند مسلم في صحيحة .
قال الحافظ ابن حجر في الفتح ( 9 / 214 ) : وإن كان ولابد فيكن التأديب بالضرب
اليسير ، بحيث لايحصل منه النفور التام ، فلا يفرط في الضرب ولا يفرط في التأديب .
من خلال استقراءنا لجميع المشكلات التي استخدم فيها الأزواج أسلوب ضرب زوجاتهم
لتقويم سلوكهن ، كانت النتائج دائماً تأتي عكس ما يرغبون ، لأن الأزواج دائماً
كانوا يسيئون استخدام هذا الأمر ،فيضربون زوجاتهم إما لأسباب تافهة ، وإما لأسباب
مهمة ضرباً مبرحاً ، وهذا الفعل ، جعل زوجاتهم ينفرن منهم ، وتطورت المشاكل أكثر
وأكثر .. فليحاول الأزواج أن يحلوا جميع مشاكلهم بالحسنى والحب والتفاهم والود ،
وليكن مثلهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث تحكي أم المؤمنين عائشة رضي
الله عنها فتقول : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئاً قط ، إلا أن
يجاهد في سبيل الله ، ولا ضرب خادماً ولا امرأة . فليصبر الزوج إن رأى من زوجته
شيئاً يكرهه ، ولتحاول الزوجة جاهدة أن تطيع زوجها ولا تستثير أعصابه ، وتصبر أيضاً
على خلقه وطبعه ولا تجعل المشاكل تتطور ، ولتكن هي من يبدأ بالتهدءة وإخماد نيران
الغضب .
القضية السابعة : زوجتي متمارضة .. كثيرة الشكوى ..
الزوجة المتمارضة هي في الغالب عصبية ، ومدللة أحياناً ، وهي غالباً الأخت الكبرى
في أسرتها ، تحملت الكثير ، وقاست في الحياة ، فلازمها الشعور بالتعب ، حتى وهي
مستريحة ، وكثير من النساء يشتكين التعب والمرض ، وبشهادة الكثير من الأطباء فإن
أغلب النساء اللاتي يعرضن عليهم لا يتصفن بأي مرض صحي ، ولكن صحتهم النفسية على غير
ما يرام . وإذا نظرنا إلى المرأة نظرة منصفة ، سنجدها في كثير من أطوار حياتها
يصيبها التعب والإرهاق ، وهي بنت يصيبها تعب الدورة وآلامها ، وهي متزوجة وحامل
يصيبها آلام الحمل والوضع عند الولادة .. وبعد الولادة تعب السهر والإرضاع وخدمة
الأطفال .. الخ .
وهذا يختلف من امرأة لأخرى ، فهناك الشديدة القوية الصابرة ، وهناك الضعيفة القليلة
العزيمة الخائرة ، والزوج الذكي هو من يخفف عن زوجته ولا يتأفف من كلامها وطريقتها
، ويحاول أن يخرجها من آلامها هذه بالفكاهة أو الانشغال في موضوع آخر محبب إلى
نفسها .
وهذا الحبيب صلى الله عليه وسلم رجع ذات يوم من جنازة من البقيع ، فوجد عائشة رضي
الله عنها تشكو صداعاً في رأسها وتقول : وارأساه ! فقال علية الصلاة والسلام : وقد
بدأ يحس ألم المرض ، بل أنا والله يا عائشة وارأساه ! فلما كررت الشكوى داعبها
بقوله : ما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك ؟! فصاحت عائشة وقد
هاجت غيرتها ، ليكن حظ غيري ! والله لكأني بك لو فعلت ذلك ، لقد رجعت إلى بيتي
فأعرست فيه ببعض نساءك ! فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. المسند ( 6 / 228 )
.
فبالرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشكو الألم والمرض ، إلا أنه عليه
الصلاة والسلام يداعب عائشة بقوله ذاك حتى يخفف عنها ، ولم يزجرها أو يعنفها . وعلى
الزوج أيضاً أن يعين زوجته في أعمال البيت حين يشعر منها بالتعب والإرهاق وليحتسب
عند الله الأجر في ذلك . راجع الحلقة الرابعة من هذه السلسلة حول موضوع معاونة
الزوج زوجته في أعمال المنزل وتفصيل ذلك .. أيضاً فإن الزوجة يجب ألا تكثر الشكوى
حتى لا تضايق الزوج ، بل عليها أن تصبر وتحتمل ، ولتعوّد نفسها على عدم الشكوى عند
كل صغيرة فإنها ستنتصر بذلك على نفسها وعلى أمراضها وأوجاعها ، ثم عليها أن تسارع
بالكشف الطبي ، لإنه ربما كان ما تشتكي منه مرضاً يستحق الكشف والعلاج ، و حتى لا
يكن التأخر في الكشف والعلاج عاملاً من عوامل التأخر في الشفاء أو صعوبته .. وعلى
الزوجة أن تستعين بخبرة من سبقنها في الولادة وتربية الأبناء فستجد عندهن الكثير من
النصائح المفيدة التي تجعلها توازن بين مطالب الأبناء وواجباتها في المنزل ،
وتعينها على تربيتهم والاهتمام بهم ، حتى تبدأ من حيث انتهى الآخرون وتستفيد من
خبراتهم ، وتقلل قدر المستطاع من المجهود الذي تبذله ربما بدون عائد مجزئ نتيجة عدم
الخبرة .
القضية الثامنة : زوجي بخيل !!
في إحدى المشكلات الزوجية ، ادعت إحدى الزوجات أن زوجها بخيل ، ولا يقوم بواجبه نحو
مصاريف المنزل حق القيام ، ولا يعطيها ما يكفيها من المال الذي تحتاجه ..
وبسؤال الزوج ومناقشته ، تبين أن الزوجة من أسرة ذات مستوى اقتصادي عالي نسبياً عن
أسرة الزوج ، وأنها كانت قد تعودت في حياتها قبل الزواج على طريقة معينة في العيش
والمصاريف ، ودخل زوجها لا يكفي لسد احتياجاتها ، وهذا ما دعاها لوصفه بالبخل
والتقتير .
هنا قد نلقي باللوم أولاً على الزوج الذي لم يراعي عنصر الكفاءة في اختيار الزوجة ،
فظن أنها تستطيع أن تتعود على ظروفه وعلى طريقة عيشه الجديدة بسهولة .. ولكن هيهات
.. فكيف بمن عاشت سنين طويلة بطريقة معينة ، أن يغيرها الزوج بين يوم وليلة أو بين
سنة وأخرى إلا من وفقها الله للخير .. والخلاصة التي يتوصل إليها كل عاقل أن هذا
الزوج ليس بخيلاً ، ولكن زوجته لا تتحمل ظروفه ، لذلك تنعته بالبخل لقصر ذات اليد ،
فتم نصح الزوجة بالصبر والتعود على طريقة العيش ، وعلى تغير ظروف حياتها ، فإن
الزواج في بدايته صعب ، والتعود على طريقة العيش الجديدة يحتاج إلى صبر ، ولن تستمر
الحال هكذا ، إن الله جاعل لما ترى فرجاً إن شاء الله ، وإن مع العسر يسرا .
فعليك أيتها الزوجة المؤمنة بالقناعة ، فإنها كنز لا يفنى ، واعلمي أن الغنى غنى
النفس ، ولا تتطلعي إلى غيرك في أمور الدنيا ، فإنها سرعان ما تزول ، وتأكدي أنك
تستطيعين أن تتأقلمي مع هذه الحياة الجديدة ، وعليك بحسن التدبير والشكر لله تعالى
{ لئن شكرتم لأزيدنكم } فشكر الله تعالى يزيد من نعم الله عليك إن شاء الله .
وبالقناعة تبلغين الجنة إن شاء الله ، ويكون نصيبك الفلاح والنجاة ، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنعه الله بما آتاه ) صحيح
الجامع برقم ( 4368 ) .
أما إذا كان الزوج قد رزقه الله رزقاً واسعاً فلا يبخل على أهله ، فقد قال الله
تعالى { لينفق ذو سعة من سعته } ، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم الأزواج
بالإنفاق على زوجاتهم مما آتاهم الله فقال : ( دينار أنفقته في سبيل الله ، ودينار
أنفقته في رقبة ، ودينار تصدقت به على مسكين ، ودينار أنفقته على أهلك ، أعظمها
أجراً الذي أنفقته على أهلك ) فالزوج الذي يبخل على أهله مما آتاه الله ولا ينفق
عليهن نفقة بالمعروف ، فإنه يضيع حقهن ، وقد قال عليه الصلاة والسلام محذراً من
مغبة هذا الأمر : ( كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت ) صحيح الجامع برقم ( 4481 )
.